كتب : بسمة بكير

   افتتح المذيع خيرى رمضان حلقته ببرنامج آمنت بالله التي تم عرضها يوم الخميس في السادس والعشرين من شهر يوليو على قناة ال cbc بالعديد من التساؤلات : هل المرأة في الاسلام مضطهدة ؟ هل هناك تمييز ؟هل الدين الإسلامي دين ذكوري تأتى فيه المرأة في مرتبة متأخرة ؟

وبعد ذلك عرف الجمهور على ضيفة الحلقة وهى الكاتبة والحقوقية هالة دياب وهى حاصلة على دكتوراه في الدراما وماجستير في النوع ودراسات المرأة من بريطانيا من جامعة ليستر وهى ايضا مؤلفة مسلسل ما ملكت ايمانكم ومسلسل الحور العين

ثم ترك راية الحديث للدكتورة هالة لتعبر عن كل تساؤلاتها ومخاوفها ليجيب عليها الحبيب على الجفري الضيف الدائم للبرنامج

فبذات الدكتورة هالة حديثها ان المهم ان نصل من خلال هذا الحوار الى شيء مشترك يخفف الحدة بين الحركة النسوية المعاصرة الحديثة وبين الخطاب الإسلامي وخصوصا في ظل هذا التطور الكبير الذى يشهده الشرق الاوسط بظهور الاسلاميين الى الحكم والسلطة في كثير من

الدول العربية وقالت ان الحركة النسائية المعاصرة لها مشكلة رئيسية مع رجال الدين او مع الشيوخ وليس مع الدين نفسة بغض النظر عن بعض المغالين في طرح الفكرة الاسلامية وعبرت عن رايها موضحة ان هناك مغالاة وتطرف في الفكر الإسلامي العربي من قل بعض الشيوخ ومن قبل بعض رجال الدين الذين قد ينظروا الى المرأة بنظرة دونية  والذين قاموا بوضع الفتاوى والاشياء التي تصادر حقوق المرأة التي قد اعطاها لها الاسلام فعلى سبيل المثال هناك الكثير من اشكال الزوج كزواج المسيار وزواج المتعة الذين قد تم تحليلهم من قبل رجال الدين وانها تعتبر هذا هو السبب الذى جعل الفجوة بين الخطاب الإسلامي وبين المرأة في المجتمع العربي واوضحت انها تعتبر انواع الزواج تلك تمثل اضطهادا للمرأة وترى ان هناك تركيز على منع الحقوق المدنية للمرأة فنحن كنساء عربيات نريد مجتمع مدنى قائم على الحقوق المدنية لان هناك كثير من المبادئ الاسلامية لا تتناسب مع المرأة المصرية او مع احتياجات المرأة العصرية فقالت انها لا تتفق مع قانون الطلاق وموضوع تعدد الزوجات وانها تريد ان تسال الشيخ عن مواضيع عديدة ومنها تعدد الزوجات وموضوع الشهادة في المحاكم فإنها تتسأل لماذا لا توجد مساواة بين المرأة والرجل ؟ لماذا كل صوت لرجل يعادل صوتين لامرأة ؟

ثم جاء دور الحبيب على الجفري ليرد على تساؤلاتها وأوضح أن انواع الزيجات التي تحدثت عنها الدكتورة هالة فيها مالا نتفق معه وما نراه مخالفا للشريعة مثل زواج المتعة وان فيها ايضا ما نراه يختلف مع روح الشريعة واخذ الامور القانونية الموجودة في الشريعة لان الشريعة فيها قوانين تنظم وفيها روح متعلقة بالمقاصد مثل زواج المسيار و الزواج العرفي فالزواج العرفي فيه ما هو حرام وفيه ما هو نصيا او قانونيا جائز لكنه يفتقد المقصد الذى هو من اجل اسس الزواج واوضح انه هنا لدية استشكال وهو طرح الدكتورة هالة وارادتها ان تستبدل المبادئ الشرعية الاسلامية بالحقوق المدنية وفى نفس الوقت هناك نوع من التضاد بين الكلام الذى قالته وبين اعتراضها لان الحقوق المدنية تتيح حتى العلاقة الغير شرعية اذا كانت بالتراضي فالموجود في الحقوق المدنية ان الضابط الوحيد فقط في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة الا يكون بالغ مع قاصر والا تكون خيانة زوجية والا يكون هناك غصب او أكراه ما سوى ذلك فالحقوق المدنية تعطى المرأة الحق في كل انواع الزواج الذى كانت الدكتورة هالة معترضة عليها فالقانون المدني هو الذى يتيح مثل هذه الزيجات بل ما هو اشد منها بل حتى تحول بالتحايل على القانون اليوم الى تجارة الرقيق وهذا كلة نتاح للوقوف عند النصوص القانونية وعدم فهمها فعليا فان كانت الشريعة او القوانين المدنية قلا نستطيع ان نوقف الاضطهاد فقط بالقانون فهناك من يتحايل على النص القانوني ليبدي المسالة صحيحة وشرعية وهى تحتمل الخطأ واعرب انه مع الدكتورة في ان ما يجرى اليوم في غالب الصور مثل المسيار وزواج الفرنج وهذه التعبيرات والامثال في غالب الوضع يحصل بها اضطهاد للمرأة وتابع حديثة قائلا انه لا القوانين الشرعية ولا المدنية تستطيع وحدها ان تنبط حياة الانسان ان لم ترتبط بالمعنى الأخلاقي واكد ان الذى سينصف المرأة هو اضافة البعد الأخلاقي الذى هو اصيل ديننا بمعنى “ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم ” والبعد المتعلق بالحسان في المعاملة فعندما يقول النبي “صلى الله علية وسلم “(خيركم ) فالبعض كان يتوقع ان يقول خيركم اكثركم صلاة او صياما او منفعة وجهادا ولكنة قال “خيركم لا هلة ” فبهذا البعد الأخلاقي تكون القوانين التشريعية لصالح الرجل والمرأة فالقوانين وحدها لا تكفى ان لم يضف لها البعد الأخلاقي

واجابة على سؤال الدكتورة هالة من يحدد البعد الأخلاقي فاستطرد كلامة قائلا ان جزء منة مهمتنا واعترف ان لدينا تقصير فيها وهناك مسئولية اخرى مجتمعية فقد اعجبه في كلام الدكتورة هالة انها قالت كلمة جد جوهرية وهى غياب المرأة عن ساحة العلم الشرعي بمعنى ان المرأة انسحبت عن ساحة ان تكون مشاركة في الخطاب الإسلامي ونحن ان بحثنا في تاريخنا فنجد المرأة تفتى ،المرأة تحدد ، المرأة تعلم فقد الف الامام الزركشي رسالة لما انفردت به السيدة عائشة في الفتوى وما خالفت به بقية الرجال في نظرتها للفتوة وقال ان في كل العصور كان لدينا النسا الفقيهات والنساء المحدثات ولكن عندما انسحبت المرأة عن ساحة التخصص الشرعي واصبع الغالب على التخصص الشرعي الرجل وهو غير معصوم فأصبحت النظرة الذكورية تؤثر على الخطاب الذى يحصل واستكمل كلامة قائلا اننا لا يجب ان نكتفى بإلقاء اللوم على ان الخطاب من الرجال خوف المرأة فما راحت تأخذ العلم لان كل الاحاديث والآيات التي ذكرتها الدكتورة هالة مثل “الرجال قوامون عن النساء ” و “النساء ناقصات عقل ودين “كانت موجودة في العصور السابقة وكان يوجد نساء يبينوها بشكل جيد ورجال يبينوها بشكل جيد ففي عصرنا هذا المرأة هي التي تراجعت عن المشاركة في التخصص الشرعي واوضح انه لا يستطيع اسى شخص ان يمنع صاحب قضية على ان يستمر بها بمعنى اذا كان شيخ رفض ان يدرس لمرأة كان يوجد شيخات يمكن ان يدرسونها فأوضح انه يريد ان يقول ان المسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة

واستكمل كلامة قائلا هيا بنا لنعيد دور المرأة العالمة وقد ذكر انه في مصر توجد الدكتورة عبلة الكحلاوي حفظها الله عز وجل والتي كانت عميدة في كلية من كليات الازهر الشريف وتقاعدت واصبحت الان صاحبة برنامج مؤثر في التلفاز ولها دور وعبر عن رأيه قائلا” فمثل هذه المرأة انا اريد ان ارى عشرات بل مئات يفقهن روح الدين ويناضلن معنا ، انا اريد الحقوقيين المناضلين من داخل بيت الشريعة “

وانهى المذيع خيرى رمضان الحلقة موضحا ان الحلقات ستمتد لنكمل الرؤية